إن خلق الله تعالى للكائنات الحية دليلاً على عظمة و قدرة ودقة صنع الخالق سبحانه وتعالى ، و من المخلوقات التي ضرب الله لنا بها مثلاً لكي يلفت إنتباهنا إليها البعوض ، فقال جل شأنه :
” انَّ اللهَ لَا يَسْتَحى اَنْ يَضَربَ مَثلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوقَهَا فَاَمّاَ الَّذيَنَ امَنُوا فَيَعْلمُونَ اَنَّهُ اْلَحُق مِنْ رَبّهِم وَاَمّاَ الَّذيَن كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا اَرَاَدَ اللهُ بِهذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثيراً وَيَهدِى بِه كَثيراً وَمَا يُضِلُّ ِبِه اِلَّا الفَاسِقيَن) ” سورة البقرة 26 .(
يعرف أن البعوض يتغذى على الدم إلا أن هذه المعلومة خاطئة لأن أنثى البعوض فقط هي التي تمتص الدم ، وذلك لأنها تحمل البويضات التي تحتاج للبروتين فتمتص الدم للحفاظ على نسلها ؛ فهي لا تتغذى عليه وإنما تتغذى على خلاصة الزهور.
إن حاسة السمع لدى ذكر البعوض أقوى منها عند الإناث ، وهو يستخدم سمعه للبحث عن الأنثى عندما يصل إلى مرحلة البلوغ.
و يطير الذكور في شكل مجموعات و عندما تدخل الأنثى وسط الذكور أثناء الطيران يمسكها الذكر بواسطة كلاليبه ، و تتم عملية التزاوج ثم يعود الذكر للمجموعة ، بينما تحمل الأنثى البويضات و تبحث عن الدم لتمتصه لتغذية صغارها ، حقاً إن دورة حياة البعوضة في منتهى الغرابة.
تضع أنثى البعوض البيض في فصل الصيف أو الخريف ، وتضعه على الأوراق الرطبة أو بجانب البحيرات ، وبعد أن تضع البيض يتبدل لونها للون الأسود حتى لا يعرفها باقي الحشرات ، وتصبح فريسة لهم.
عندما تفقس البويضات يخرج منها الدود واحداً تلو الآخر ، هذه الدودة تقوم بتغيير جلدها ثلاث مرات حتى تصبح بعوضة كاملة.
كيف إستطاعت هذه الحشرة الصغيرة أن تتحول هكذا ؟ من علمها الحفاظ على صغارها عن طريق مص الدم و تغذيتهم ؟
إنه الخالق عظيم الصنع جل وعلا ليجعل من هذه البعوضة مثلاً و دليلاً على قدرته و عظمته.
0 التعليقات:
إرسال تعليق